تأثير امراض السكر والغدد الصماء على الحمل والجنين

.تعتبر امراض السكر والغدد الصماء من الامراض شائعة الحدوث التى قد تصيب الكثير من النساء قبل او اثناء او بعد الحمل. وكثير مايؤدى حدوث امراض السكر والغدد الصماء قبل او اثناء الحمل الى مشاكل صحية كثيرة قد تؤثر بشدة على صحة الجنين. ومما هو جدير بالذكر ان كل هذة المشاكل يمكن تجنبها نهائيا اذا تمكنا من التشخيص المبكر وعلاج هذة الامراض بصورة صحيحة.

اولا: تأثير مرض السكر على الحمل والجنين:

 

قد يصيب مرض السكر السيدات قبل حدوث الحمل او قد يرتفع السكر فى الدم بسبب الحمل. فكما هو معروف فان مرض السكر قد يصيب الانسان فى اى سن وهناك انواع من السكر تصيب الانسان غالبا فى سن الطفولة. فاذا كانت السيدة تعانى من مرض السكر قبل حدوث الحمل فانها تحتاج الى التحكم الجيد فى مستوى السكر باتباع النظام الغذائى و تناول العلاج الموصوف لها بانتظام بحيث لا يزيد مستوى السكر التراكمى عن 6.5 فى الشهور السابقة للحمل.

 اما ارتفاع السكر فى الدم بسبب الحمل  فانة غالبا مايحدث فى الشهور الاخيرة للحمل بسبب ارتفاع كثير من الهورمونات اثناء فترة الحمل وهذة الهورمونات تقلل من كفائة عمل الانسولين مما يؤدى الى ارتفاع مستوى السكر فى بعض السيدات فى الشهور الاخيرة من الحمل.

 ويجب التأكيد عى انة سواء كانت السيدة تعانى من مرض السكر قبل حدوث الحمل او ان ارتفاع السكر فى الدم قد حدث بسبب الحمل فان التحكم الجيد فى مستوى السكر فى الدم وتجنب ارتفاعة يمنع حدوث كل انواع المضاعفات سواء للام او للجنين. ويختلف مستوى السكر المطلوب لتشخيص مرض السكراثناء الحمل عن المستويات التى نستخدمها فى الظروف العادية. فيجب ان لا يزيد مستوى السكر الصائم عن 92 مجم ولا يزيد السكر بعد ساعتين من تناول 75 جرام جلوكوز عن 153 مجم.

ويشمل التأثير الضار لارتفاع مستوى السكر فى الدم على الجنين

1-    حدوث تشوهات وعيوب خلقية قد تصيب القلب و النخاع الشوكى والجهاز الهضمى وزيادة احتمالية الاصابة بالشفة الارنبية. واحتمالية حدوث التشوهات قليلة ولكنها تزداد كلما كان السكر اكثر ارتفاعا فى الشهور الاولى للحمل او فى فترة الثلاثة شهور السابقة للحمل. لهذا فان تلك المضاعفات لا تحدث فى سكر الحمل الذى يزداد فية مستوى السكر فى الشهور الاخيرة من الحمل. ولتجنب حدوث تلك الاعاقات فى مرضى السكر الاتى يرغين فى الحمل فانة يجب التحكم الجيد فى مستوى السكر فى الدم قبل وطوال الحمل. كما وجد ان تناول حمض الفوليك قبل وفى الثلاثة شهور الاولى من الحمل  بجرعات اكبر(5 مجم فى اليوم)   من تلك التى توصف عادة للحوامل يقلل من حدوث تلك التشوهات.

2-    زيادة احتمالية الاجهاض كلما كان السكر مرتفع فى الدم فى الشهور الاولى للحمل

3-    زيادة فى حجم الجنين مما يصعب من حدوث الولادة الطبيعية

4-    الولادة المبكرة. تزداد احتمالات وفاة الجنين كلما تقدم الحمل مما يضطر الاطباء لاجراء ولادة مبكرة. لذا يجب على الام متابعة حركة الجنين يوميا وابلاغ الطبيب المعالج باى تغيير حتى يتم التحقق من سلامة الجنين او اجراء ولادة مبكرة اذا استدعت الحالة

5-    نقص السكر فى الدم بعد الولادة مباشرة. نظرا لان ارتفاع مستوى السكر عند الام يزيد من افراز الانسولين لدى الجنين مما يؤدى لخفض السكر فى الدم بعد الولادة

6-    مشاكل فى التنفس خصوصا اذا تمت الولادة مبكرة عن ميعادها

7-    ارتفاع نسبة الصفراء فى دم الطفل

8-    نقص مستوى الكالسيوم عند الطفل

 

ويشمل التأثير الضار لارتفاع مستوى السكر فى الدم اثناء الحمل على الام

1-    ارتفاع احتمالية اصابة الام بارتفاع ضغط الدم وظهور الزلال فى البول او ما يعرف بتسمم الحمل

2-    زيادة احتمالية اصابة قاع العين بمضاعفات مرض السكر الامر الذى قد يهدد شبكية العين وكذلك زيادة احتمالية تأثر الكلى بمضاعفات مرض السكر

3-    قد يحدث زيادة فى انزيمات الكبد ونقص فى الصفائح الدموية فى بعض السيدات

4-    زيادة احتمالات الولادة القيصرية.

 

ولتجنب مضاعفات السكر على السيدة الحامل وعلى الجنين:

بالنسبة للسيدات الاتى تعانين من مرض السكر قبل حدوث الحمل:  يجب التحكم الجيد فى مستوى السكر فى الدم قبل حدوث الحمل وطوال فترة الحمل كذلك فان تناول حمض الفوليك قبل وفى الشهور الثلاثة من الحمل يفيد فى تقليل المضاعفات

بالنسبة للسيدات الاتى يصبن بسكر الحمل فى الشهور الاخيرة من الحمل فانة يجب تجنب السمنة التى تعتبر عامل اساسى فى الاصابة بسكر الحمل ومتابعة تحليل السكر فى الدم والتأكد من ضبط السكر فى الدم بالعلاج الموصوف من الطبيب المتخصص.

 

ثانيا: تأثير امراض الغدد الصماء على الحمل والجنين:

 

فى البداية نحب ان نؤكد على ان التغيرات الطبيعية التى تحدث فى الحمل قد تؤثر على كثير من تحاليل الهورمونات وبالتالى يجب الحرص على اختيار التحاليل المناسبة لفترة الحمل  والتشخيص الصحيح لامراض الغدد الصماء اثناء فترة الحمل.

 وهناك العديد من امراض الغدد الصماء التى تؤثر على الحمل مثل:

·       زيادة نشاط الغدة الدرقية: زيادة نشاط الغدة الدرقية يؤثر سلبيا على نمو الجنين ويزيد من احتمالية الاجهاض والولادة المبكرة كذلك قد تنتقل الاجسام المناعية المنشطة للغدة من الام الى الجنين وقد تؤدى الى زيادة نشاط الغدة الدرقية عند الجنين. كذلك تمثل الادوية المستخدمة لعلاج نشاط الغدة مشكلة اثناء الحمل حيث ان الجرعات الكبيرة تصل للجنين وتؤثر علية. لذلك يجب استخدام هذة الادوية بجرعات صغيرة. اما اذا استخدم اليود المشع لعلاج نشاط الغدة فيجب تأجيل الحمل مدة لا تقل عن 6 شهور.

 

·       كسل الغدة الدرقية: يعتبر كسل الغدة الدرقية احد الاسباب المهمة لتأخر الحمل. ويؤدى كسل الغدة الدرقية اثناء الحمل لحدوث الاجهاض وتأخر نمو الجنين. اما اذا حدث كسل فى الغدة الدرفية فى الاطفال حديثى الولادة فان ذلك يؤدى الى التخلف العقلى للطفل اذا لم يتم العلاج مبكرا. لذا فان الدولة تقوم باجراء تحليل للغدة الدرقبة لكل الاطفال حديثى الولادة بواسطة عينة دم تأخذ من كعب الطفل وبذلك اصبح الاكتشاف المبكر لكسل الغدة الدرقية متاح لكل حديثى الولادة. وطالما تم التشخيص مبكرا اصبح العلاج سهل ونتفادى بذلك كل تأثيرات نقص هورمون الغدة الدرقية.

 

 

·       زيادة افراز هورمون اللبن من الغدة النخامية: غالبا ماتؤدى  زيادة افراز هورمون اللبن الى تأخر الانجاب. وعلاج هذة الحالات سهل ولكن فى بعض الحالات يكون سبب زيادة هورمون اللبن  هو ورم حميد فى الغدة الدرقية وقد يزيد حجم الورم اثناء الحمل مما يؤدى الى الصداع وقد يؤثر على الابصار.

 

·       مرض البول اللاذع  (Diabetes Insipidus) يكون بسبب نقص هورونات الفص الخلفى للغدة النخامية مما يؤدى الى زيادة كبيرة فى كمية البول. غالبا ما يتفاقم هذا المرض مع الحمل وقد يؤدى الى نقص كمية السائل الامنيوسى الذى يحيط بالجنين مما قد يهدد استمرارية الحمل.

 

 

·       مرض كوشينج والذى يؤدى الى زيادة كبيرة فى افراز هورمون الكورتيزون مما يؤدى الى الاجهاض او الولادة المبكرة.

 

ويتبين مما سبق ان معظم امراض السكر والغدد الصماء يمكن علاجها بسهولة وتجنب تأثيرها الضار على الحمل وعلى الجنين اذا تنبهنا لهذة الامراض وتمكنا من التشخيص المبكر لها  واتباع ارشادات الطبيب بكل دقة